[[size=24]center]النوبه .. حضارة وتاريخ .. بلاد الذهب
نشأت حضارات النوبة القديمة علي ضفاف النيل في جنوب مصر وأطلق أسم النوبة عامة علي جزء من وادي النيل يمتد من مدينة اسوان جنوبا حتي بلدة الدبة جنوبي دنقلة بجمهورية السودان وقد كانت لهم دولة تسمي بالدولة النوبية وتركت تلك الحضارات اثارا عظيمة متمثلة في المعابد الموجودة علي ضفاف نهر النيل وقد تعرضت النوبة لعدد من الهجرات نتيجة إنشاء السد العالي إلي الموطن الحالي إلي الموطن الحالي شرق مدينة كوم امبو وتم إنشاء مدينة نصر النوبة لتكون عاصمة للمركز الذي يضم قري النوبة التي هجرت عام
ويذكر بعض الباحثين ان اسم النوبة مشتق من لفظ ( نب) ومعناه باللغة المصرية القديمة ( ذهب ) ويرجع ذلك الي مكان بهذه المنطقة من مناجم لهذا المعدن النفيس مما ادي الي كثير من الهجرات ورحلات التجارة
الموقع الحالى
يقع مركز نصر النوبة شرق مركز كوم امبو ودراو وتبعد مدينة نصر النوبة عاصمة المركز عن مدينة اسوان حوالى 60 كم ويبلغ عدد سكان المركز حوالى (69764) نسمة واغلب اهله يعتمدون على الزراعة وتبلغ المساحة الزراعية به مساحة ( 46672 ) فدان ويضم المركز مدينتان نصر النوبة وعاصمة المركز ومدينة كلابشة وعدد 7 وحدات محلية قروية هى :- ( بلانة – ابو سمبل – عنيبة – خريت – المالكى – قورتة – الدكة ).
النوبه فى عصر ما قبل التاريخ
ان السكان الاوائل فى بلاد النوبه السفلى كانوا يشبهون المصريين الاوائل حيث كان ثمة اتصال دائم بين القبائل على طول النهر فقد دلت نتائج فحص الهياكل البشريه التى وجدت فى أقدم الجبانات النوبية على أن أقدم سكان عثر عليهم كانوا متوحدين مع أقدم سكان ظهروا فى مصر هذا وقد بدأت التغيرات فى العصر الحجرى الحديث تطرأ على وادى النيل حيث اصبح الطقس أكثر دفئا وقلت الرطوبة وقل مدى اتساع النيل بما سمح لهؤلاء القوم بالاستيطان فى تلك المناطق بالاضافه الى وجود فئه سكانيه كانت تمتاز ببداوتها فى الصحراء الشرقيه والتى حتمت عليها طبيعه معيشتها الترحال والتنقل خلف المطر ثم الرجوع مرة اخرى الى هضاب منطقه البحر الاحمر والاراضى الساحلية شرق النوبة السفلى والعليا ويعتقد أن هذه القبائل البدوية هى التى استوطنت مصر العليا
حيث نزلوا من قمم الجبال الى وادى النيل مما هيأ لهم حياة جديدة فى العمل بالزراعه واستئناس الحيوان وحتى القبائل البدوية الاخرى التى قطنت الصحراء الغربية هى التى استوطنت المنطقه فى مصر وبلاد النوبة حيث تشابهت عاداتهم معا وبعد الاستقرار أصبحت لهذه القبائل ثقافة فى العصر الحجرى الحديث فى النوبة السفلى استقتها من خلال صلاتها بشمال مصر وجنوبها أما عن الشمال فكان ذلك من خلال صلتها بحضارة الفيوم باعتبارهم جميعا من النسل الحامى حيث تم العثور مصادفة على جمجمة زنجية هناك وهذه الصله بشمال مصر لها أثرها فى ثقافة بلاد النوبة حيث كانت بطريقة أو بأخرى لها صله بجنوب البلاد المتمثلة فى حضارة البدارى ( 5000 ق . م الى 4500 ق . م ) فى صعيد مصر .
لقد كانت الصورة العامة لانسان ما قبل التاريخ هى الصورة القبلية والتى يضطر سكانها للترحال من مكان الى مكان فى الوادى والصحراء المحيطه معتمدين فى معيشتهم على صيد الاسماك من النيل وصيد الغزلان والزراف والنعام والماشية البرية والافيال ( والتى بدأت فى الظهور حوالى 2000 ق . م ) وجمع النباتات البري’ .
أولا :- العصر الحجرى القديم :
من خلال الدلائل المحودة لآثار ما قبل التاريخ على وادى النيل فأن كلا من النوبة ومصر كانتا تتشابهان فى مظاهر الحياة فى هذا العصر ومنتصف العصر الباليوليثى ولم يتغير السطح الجيولوجى حتى قرب نهاية البلايستوسين ومن خلال أدوات بسيطه من العصر البيالوثيك على طول وادى النيل كانت تصنع عادة الشفرات وأدوات متقدمة فى العصر اللفوازى وهى أقدم من التى ظهرت فى أوربا وجنوب غرب أسيا وفى عصر مبكر والتطور على وادى النيل من انتاج للطعام وربما معظم هذه النتائج وضحت فى عصر ما قبل التاريخ فى النوبة بالرغم من عدم وجود أدلة على استخدام الحبوب فى الطعام .
وقد أظهرت أعمال حفائر البعثات فى عدة مئات من أماكن ما قبل التاريخ وكان عددها حوالى 102 موقع أثرى تم الكشف عنه ودراسته من العصر المبكر من العصر الحجرى القديم واعصر الحجرى الحديث لو أننا فقدنا الدلالات التى مازالت مدفونة فى بلاد النوبة لما استطعنا أـن نأمل فى الحصول على تلك الصوره كاملة اذا أن اتمام هذه الصورة كان يتطلب جمع الادله والشواهد من أماكن غالبا ما تكون بعيدة عن بعضها البعض ثم استباط النتائج من مقارنه هذه الشواهد ببعضها البعض .
وتدل وجود هذه الالات التى ترجع الى هذا العصر أن الانسان سيطر على الحيوان فى بيئته ببعض الحيل التى كان يتفننها لصيدها وهى كل ما هو فى متناوله فقد عرف كيف يوقد النار ويطهو طعامه .
ثانيأ :- العصر الحجرى الوسيط :
ان ما يميز العصر الحجرى الوسيط فى بلاد النوبه وجود فؤوس حجرية يدوية متعددة الاشكال والاحجام والانواع وكذلك أدوات من الحجر الرملى وهذه الادوات كان يعتمد عليها الانسان العصر الحجرى الوسيط اعتمادا كليا فى الحصول على طعامه والذى هو مصدر حياته الاقتصادية ومن خلال ما عثر عليه من ادوات ترجع لهذا العصر وكذلك بقايا الاسماك وعظام حيوانه مثل الغزال فانه من الممكن تصور حاله الحياة التى كان يحياها هؤلاء الناس فى تلك الفترة .
وكذلك وجود الحيوانات التى وجدت مرسومه على أسطح الصخور وهى من أقدم الرسوم التى تدل على وجود هذه الحيوانات التى كانت تزخر بها هذه المنطقه مثل الفيله والخرتيت والزراف والنعام وما جمع ايضا من بعض عينات من الصدف والفحم النباتى فى تلك الفتره بالاضافة الى الصناعات اليدوية المختلفه مثل صناعه الفؤوس الحجرية . المكاشط . والادوات الحجرية العصر الحجرى الاعلى والتى تبدو صفاته قريبه من الليفاويزية العليا فى النوبة السفلى ز ومن أهم المواقع المنتشره فى العصر الحجرى الاعلى هى السبيلية والتى تمتد من الشلال الثانى حتى شمال قنا والتى تمثلها صناعه الادوات ذو الشفرات الصغيرة وهى تختلف عن الصناعات الاخرى فى العصر الحجرى الاعلى والحضارة السبيلية يمثلها مجموعات من الجنوب انتقلت الى شمال الوادى .
ثالثا :- العصر الحجرى الحديث فى النوبة :
كان لوجود بعض الصيادين الاوائل الذين وصلوا الى شىء من أوليات المدنية ان صنعوا الادوات الفخارية المحلاة بخطوط متعرجه كما صنعوا الرماح ذات الرؤوس المدببة من العظام وكلها تبدوا أقدم من الانواع المماثلة المعروفة فى مصر والعصر الحجرى الحديث فى النوبة وفى مواقع عدة من أهم هذه المواقع الذى يشهد بدء التحولات الحضارية التى طرأت على أهل النوبة هو موقع النبتة .
رابعا :- موقع منطقة نبتة ::
تقع منطقة نبته على جانبى طريق توشكى شرق العوينات فى المسافه من الكيلو 115 حتى الكيلو 80 من توشكى الى شرق العوينات هذه المنطقة عبارة عن منخفضات تحيط بها مجموعة من المواقع الاثرية التى ترجع الى العصر الحجرى الحديث أى الى الفترة من 9000 سنه حتى 5500 ق . م و المنخفض عبارة عن قاع البحيرة الكبيرة التى كانت موجودة فى هذه المنطقة طوال فترات العصر الحجرى الحديث نتيجة سقوط الامطار الصيفية على هذه المنطقة والتى كان يعيش حولها سكان هذه المنطقة خلال الشتاء .
وتبدأ مياه هذه البحيرة فى الانحسار الى ان تجف تقريبا مع نهاية فصل الشتاء ولكن بمرور الوقت بدأت الامطار الصيفية أيضا تقل وتنعدم معها الحياة البشرية والنباتية الى ان اضطر الانسان الى الانتقال الى وادى النيل واستقر على واديه نهائيا وتحولت هذه المنطقة بعد ذلك الى صحراء جافة طوال العام فكان على انسان هذه العصر ان يعيش فى شكل تجمعات صغيرة على الاقل حوالى تسعة شهور من السنة .
وأهم أثار هذه الفترة هى ::
1- الآلات الحجرية المصنوعة من الظران والكوارتز والتى استخدمها انسان هذه المنطقه فى حياته اليوميه .
2- دفنات البقرة المقدسة التى عثر عليها فى مدخل الوادى الشمالى والتى كانت تقدم قربانا لسقوط المطر وهذا يدل على وجود عقيدة دينية .
3- المزولة الحجرية التى صنعها انسان هذه الفترة لمعرفة قدوم فصب الصيف والاحتفال بسقوط الامطار .
4- بعض الدفنات الآدمية التى عثر عليها منها ما يرجع الى العصر الحجرى الحديث الوسيط 7500 ق . م بموقع نبته ومنها ما يرجع الى العصر الحجرى المتأخر 5500 ق .م بموقع جبل الرملة .
5 – بعض الاوانى الفخارية والحجريى وكسر الفخار .
6- مجموعات من الرحايا والمطارق التى كانت تستخدم لصحن الحبوب .
7- كميات كبيرة من عظام الحيوانات ( الابقار والغزلان ) وعظام الاسماك ( القرموط والبلطى )
8- أول كتله حجرية منحوتة فى التاريخ المصرى القديم والموجودة بمتحف النوبة بأسوان على شكل بقرة .
وقد تميزت مواقع المرحلة التاريخية الحديثة بالصناعات الحجرية الدقيقة مجموعة الادوات ذو الشفرات الدقيقة والتى وجدت بين الشلال الثانى وجنوب مصر وربما نتجت من الجيميات وتمثلت بوضوح مع ثلاث جبانات أهمها جبل شهابة .
ويتميز تاريخ النوبة فى العصر الحجرى بالتطور التدريجى فى نمط الواحة و قد كان التعديل فى العصر الحجرى الحديث بشكل جيد والذى لم يتاثر بالتغيرات المناخية وقد مكنت الطبيعة المناخية الرطبة فى العصر الحجرى الحديث من انتشار الحياة الشرقيه الزراعية لمصر .
خامسا :- النقوش الصخرية ::
تعد النقوش الصخرية فى بلاد النوبة من أقدم الرسوم الحائطية فى أفريقيا فقد عكست النقوش الصخرية بعض من مظاهر هذه الحياة والتى عبرت عنها أعداد الحيوانات وعلاقتها بصياديها وهى تعكس أيضا بعض عادات لانسان عصر ما قبل التاريخ وحياته الزراعية والحيوانات وكذلك عكست التوزيع السكانى لهذه المناطق وقد قارب عدد هذه النقوش أكثر من الف نقش يمكن من خلالها أن نبنى تاريخنا بواسطة مناظرتها من حيث التنفيذ والاسلوب بفنون مناظرة أخرى باعتبارها أقدم فن حائطى .
ولسوء الحظ أن النقوش والرسوم التى ترجع الى عصر ما قبل التاريخ ليست بامضاء أصحابها ونادرأ ما نجد أى أثر يدل على الناس قاموا برسمها وعن الكيفيه التى كانوا يعيشون بها . وقد وجدت بوادى النيل على صخور مكسوة بطبقة أو كسيدية تعرف ( بالباتينا ) نتيجة لتأثير العوامل الجوية فيها وقد تكمن اهمية هذه النقوش الصخرية فى عدد اشكال المراكب وطرازها المصرى الصميم حيث تدل على مدى توغل المصريين التجارى داخل الجندل الثانى وهذا يعكس تجاوب الرسامين وما شهده عصرهم من تقدم معيشى كان من اوضح مظاهره كثره استخدام المراكب فى الاسفار وتبادل التجارة ونقل رفات الموتى فرسموا صور هذه المراكب بمجاديفها وركابها واعلامها وراقصيها وراقصاتها كما ان صور فنانى نقادة لا تحمل شكأ فى حقيقة ما تمثله من دور لعبته فى حياة أهل عصرها ورسوم الصخور المعاصرة لنقادة الثانية فى الصحراوين الشرقية والغربية تضمنت أشكالا تشبه الاشكال المرسومه على الفخار .
كانت التجارة من الاساس الذى تم الاعتماد عليه فى البناء الاجتماعى للسكان المحليين هناك ويشير ذلك الى ان المصريين فى عصر ما قبل الاسرات كانوا يشغلون وادى النيل من الدلتا الى جنوب الجندل الاول حيث كان للمصريين الاوائل ثمة اتصال دائم بينهم وبين هذه القبائل النوبية هذا ولم يكتف بنقش المراكب على الصخور ولكن كذلك أشكال وخطوط الاجساد البشرية والحيوانات التى تشبه المناظر التى رسمت على مقابض السكاكين والمقامع والصلايات . وكذلك المنظر الشهير لمقبرة هيراكنوبوليس والذى يصور نفس المواضيع التى على الصخور وبالنسبه لتصوير الحيوانات ففى بيئتها النباتيه الملائمه مثل الغزلان والظباء والتياتل والفيله والزراف والنعام وكذلك الحمير وبعض الحيوانات الكاسرة مثل الاسد والضبع والذئب فقد صور الصيادون هذه الحيوانات فحزوا خطوطا رسموها بلأسنان حجرية مدببة وكذلك بقطع حجرية لينه بيضاء وملونه ونقروا على خطوطها فوق وجه الصخر أيضا نقرأ خفيفأ فى نقط صغيرة متتالية وقد تغيرت مجموعه هذه الحيوانات التى كانت تعيش فى عصر ما قبل الاسرات فحدثت جفاف كانت تتخلل الفترة المطيرة وفيها هلك العديد من الفيلة والزراف ولذه كان على سكان وادى النيل أن يعوا تماما أن هذه الارض لن تستمر طويلا كأراضى يمارس فيها الصيد ولن يمكن الاعتماد الدائم فى معيشتهم على صيد هذه الحيوانات وهذا درس تعلمه جيدا أهالى جنوب مصر ولطبيعة بلاد النوبة السفلى وبيئتها الجافه فأن بقايا السكان كانت صغيرة ومبعثرة وبناء عليه فان التطور نحو المدنية كون مجتمعات بطيئة التقدم اما مصرفكانت على خلاف ذلك فكانت سؤسعه فى الخبرات والثقافه العالية المستوى المتقدمه تحت حكم قوى ومنظم ومجتمع راق منظم اداريأ واستخام الكتابة التى كان لها أثرها الواضح فى حضارتها هذه الحكومه القوية سعت فى بدء سياسة مهمة وهى الحفاظ على حدودها وتأمينها وأصبحت أراضى النوبة هى الهدف الاستراتيجى للغزو والاستغلال لموارد هذه البلاد ….
أسماء النوبة :
نجد أن المؤرخين وكذلك علماء الآثار اعتادوا على استخدام بعض الاسماء المختلفه وذلك للاشاره الى الشعوب والثقافات القديمه المختلفه وتنقسم هذه الاسماءالى نوعان :
1- الاسماء السياسيه وهى أسماء مشتقه من النصوص القديمه والتى تتمثل فى الاسماء التى كان المصريون القدماء أو اليونانيون أوحتى أهل النوبه يطلقونها على أجزاء معينه من بلاد النوبه .
2- الآسماء الآثريه وهى الآسماء التى أطلقها علماء الآثار على الثقافات ومراحل تطورها المختلفه وهى أسماء لا يمكن أن توجد فى أيه نصوص قديمه .
وقد أطلق المصريون العديد من الآسماء على بلاد النوبه من بين الآسماء الكثيره التى أطلقها المصريون القدماء على النوبه ” تاستى ” أى الآرض المقوسه أو ” أرض القوس ” وقد ظهرت فى العديد من النصوص الهيروغليفية وأقدمها يرجع الى عهد الملك جر ثانى ملك من ملوك الآسره الاولى وكذلك أطلق على النوبه ” نحسيو ” وهو يعنى سكان الجنوب .
خنت – حن – نفر وقد ذكر لاول مره فى نقوش القائد ” أحمس بن ابانا ” فى الكاب وهو ربما يعنى “جنوب مصر ”
” أونوت أو ستيوأنوت ” أى رجال القبائل النوبيه وقد ترجع للمصطلح ” أونتى ستى ” والتى تعنى الرامى بالقوس .
” كاش ” وقد ظهر فى أقدم نقش يرجع الى العام الثامن عشر من عهد الملك ” سنوسرت الآول ” وهو نص ” بوهن ” محفوظ بمتحف فلورنسا فى ايطاليا وهى تعنى البلاد الجنوبيه التى تمتد من الشلال الثانى حتى الشلال الرابع واوات وهى تعنى بلاد النوبه السفلى من أسوان حتى أدندان وهو مشتق من اسم بعض القبائل التى كانت تقطن هذه المنطقه فى أواخر عصر الدوله القديمه .
هذا بالاضافه الى أسماء مختلفه كان يشار بها بعض المناطق من النوبه منذ عصر الدوله القديمه منها أرض يام أشار لها حرخوف حاكم الفنتين فى الآسره السادسه أثناء رحلاته وهذا الاقليم ذكر فى مختلف العصور فى النصوص الهيروغليفيه ويرجح العديد من علماء الآثار أن هذا الاقليم يقع بين الشلال الخامس والسلدس .
كذلك بلاد بونت وقد جاء ذكرها فى عديد من النصوص من الدوله القديمه حيث ترسل البعثات الى بلاد بونت لاحضار البخور والآبنوس الخاص بالمعابد ويقصد بها المنطقه التى تقع شمال شرق النوبه ومنذ عصر الدوله القديمه وهناك علاقات وطيده بين المصريين والقبائل النوبيه نذكر منهم المجاى وهى اسم قبيله صغيره كانت تسكن عند الشلال الثانى ومنذ الدوله الوسطى أصبح مصطلح ” المجاى ” يعنى رجل الشرطه وهذا لكونهم مقاتلين أقوياء اشتركوا مع الجيش المصرى كجنود منذ عهد الدوله القديمه حيث يتم الاستعانه بهم لحفظ الامن .
تعريف أخير ببلاد النوبه :
النوبه هى تلك البلاد القديمه التى بقيت ألافا من السنين من أهم مناطق القاره الافريقيه وبالرغم من أنها منطقه جدباء اذا ما قورنت بمناطق أخرى من وادى النيل الا أن التاريخ سطر على أرضها صفحات من فصوله الحيه .
لعب المصريون الدور الرئيسى فى كتابه تاريخها فالعلاقه بين مصر وبلاد النوبه وطيده الصله من خلال سلسله اشارات مبكره لهذه العلاقه ضاربه فى القدم وهى علاقه تبادل ونفوذ استخدم فيها المصريون الخط الاقتصادى الاجتماعى وبمحاولاتهم المستمره لاخضاع المنطقه الواقعه الى الجنوب من الجندل الاول كان من نتائجها أن أصبحت بلاد النوبه أو على الآقل النوبه السفلى ضمن أقاليم مصر ومتممه لحدودها وتحت حمايتها .
وكان لتميز موقع بلاد النوبه المتوسط بين حضارات وختلفه من الشرق الآدنى وحوض البحر المتوسط ومصر ووقوعها كممر لآفريقيا وطرق تجارتها أثره البالغ فألتجارة من الوسائل الهامه لنقل الحضاره من بلد الى أخر حيث التبادل الفعلى للبضائع من صادرات وواردات وانفتاح مصر على بلاد النوبه أمر فرضته الضرورة نظرا لحاجه مصر الى استكمال بعض احتياجاتها من المواد الآوليه والمعادن والآحجار الكريمه والخامات الآخرى كل ذلك دفع المصريين الى ضروره تنظيم الحملات وتأمين طرق المواصلات .
وحددت هذه الضرورة معالم سياسيه مصر الخارجيه مع جيرانها ويبدو أن هذهه السياسه كانت أساس الرقى فى مصر فقد كانت الفرصه متاحه للمصريين من حيث موقع جغرافى وثروة طبيعيه وجيران مسالمون هيأت لآهلها أن يظهروا ابداعهم وذكاءهم وخيالهم النشط فمع وحده الجنس ووحدة البيئه ووحدة المطالب المحددة توحدت الملامح المشتركه بالرغم من التنوع داخل هذه الوحده الكبيره وبالرغم من بداءة فنونها لم تفقد روح التشابه فى التأخى بينهما والاتصال ببعضهما البعض ولكن بمقدار .
النوبة فى العصر الحديث
عندما وثب محمد على على سدة الحكم فى مصر عام 1805م تطلع الى فتح السودان فدخلت النوبة وسنار وكردفان فى حوزة مصر فيما بين 1820 _ 1823 . ويذكر المؤرخون دوافع عدة لفتح النوبة والسودان منها رغبة محمد على فى تجنيد النوبيين والسودانيين فى الجيش المصري النظامي لما اشتهروا من الشجاعة والصبر والطاعة ورغبته فى التخلص من الفرق الباقية من غزوته لجزيرة العرب،وكذلك رغبته فى القضاء نهائيا على المماليك الذين لجأوا الى النوبة بعد مذبحة القلعة فضلا عن رغبته فى الاستحواذ على ذهب النوبة.وقد تقدم بنفسه عام1815 على رأس الجيش الذي وصل الى دنقلة وقضى على فلول المماليك بها وأعلنت بلاد النوبة ولائها للحكم المصري .وزار محمد على النوبة مرة أخرى فى أكتوبر 1838م وحقق الفتح المصري فى بلاد النوبة والصعيد ونظر المصريون للسودان والنوبة كجزء لا يتجزا من مصر ووصلت حدود مصر الجنوبية الى جزيرة صاى. بعد حروب محمد على مع السلطان العثماني وتدخل الدول الأوروبية الكبرى الذي انتهى بتسوية لندن المعروفة1840 وفرمان فبراير1841 وتأكيد اعتبار مصر ولاية تابعة للسلطان العثماني،ظل شطرالوادى الجنوبي مثل شطره الشمالي مقاطعة من مقاطعات الدولة العثمانية وعانت بلاد النوبة والسودان من تلك التسوية باعتبارهما ملحقات لمصر،وجاء الى بلاد النوبة الرحالة والمستكشفون والتجار والمغامرون من الأجانب للانتفاع بالمزايا التى كفلتها لهم تلك التسوية،فجاء المستكشفون مع حملة إسماعيل بن محمد على وجاء التجار لاقتناص الرقيق وجمع العاج والتربح منه عندما اشتعلت نيران الثورة المهدية فى السودان قدر لبلاد النوبة أن تكون ميدانا للمعارك بين جيوش الدراويش من اتباع الثورة وبين الجيش المصري الذي أرسل لاسترجاع السودان تحت قيادة ضباط إنجليز .فانتهت الحملة بموقعة توشكى فى أغسطس1889 ، وتشتت جيش الدراويش وسعت إنجلترا الى استرجاع دنقلة وبقيت السودان ،وانتهت الأمور بالاتفاق الثنائي بين الحكومتين المصرية والإنجليزية فى 19يناير ،وهو الاتفاق الذي أضر بوحدة السودان ومصر معا،حيث انفردت إنجلترا فى الواقع بحكم السودان لتستغل مصادر الثروة فيه لمصلحتها الذاتية .وقد أضر الاتفاق كذلك بوحدة بلاد النوبة السياسية وقسمها الى قسمين رئيسيين :النوبة السودانية(النوبة العليا)وتمتد داخل السودان،والنوبة المصرية (النوبةالسفلى)تمتدمن الحدود السودانية حتى أسوان هنا بالرغم من أن البلاد بقسميها تمثل وحدة جغرافية متميزة يسكنها شعب متماثل عرقيا وثقافيا واجتماعيافى عام 1907 أجريت أول تعلية لسد خزان أسوان ،وهو الأمر الذي أفزع الكثيرين من علماء الآثار ولكن عوض تلك الخسارة القرار الذي اتخذته الحكومة المصرية بإرسال حملة لتسجيل الآثار والبحث عنها فى كل المواقع القديمة المهددة بالغرق وأجريت عمليات مسح أثرى منظم شارك فيه من علماء الآثار جورج جريزنروسيسيل فيرث كما كلف ولتر ايمرى بعملية المسح المنظمة الثانية حينما تقرر تعلية خزان أسوان للمرة الثانية عام 1929م وكانت المنطقة التى ستغمرها المياه حتى أدندان على حدود السودان مباشرة وعثر فى الثالث من نوفمبر عام 1931م فى أواخر عملية المسح على مدافن بلانة وقسطل ثم جاء بناء السد العالي على بعد حوالي سبعة كيلو مترات جنوب خزان أسوان وجنوب قرية التنقار بكيلو متر فقط ،ووجهت منظمة اليونسكو حملة دولية فى 8مارس عام 1960 لإنقاذ آثار النوبة واستجابت الهيئات الدولية لتلك الحملة وتم إنقاذ معبدي فيلة وأبو سمبل وبقية معابد النوبة بعد أن غمرت بلاد النوبة القديمة تحت مياه البحيرة (بحيرة النوبة) وهجر سكانها الى الشمال فى مدينة كوم أمبوبعد أن كانت مسرحا لتاريخ مجيد وممالك عريقة
خالص تحياتى طارق علوبة